الذات العليا: كيف تستمع إلى مرشدك الداخلي؟

سبب كل الحيرة والضياع والتردد والشك والإحباط واليأس… هو عدم الإيمان والثقة في أسمى معلم لنا، وهو ذلك الغورو الموجود بداخلنا والذي لا يفارقنا أبدًا؛ إنه حدسنا النابع من عمق روحنا أو ما نسميها بالذات العليا.

الروح أو الذات العليا توجهنا دائما عبر القلب، من خلال الشغف والرغبة الحقيقية النابعة من أعماق القلب، وليس رغبة الإيغو الناتجة عن البرمجة الفكرية.

مثلاً: إذا كنت ترغب حقًّا في السفر ومتحمّس لذلك، فهذا يعني أن مرشدك الداخلي هو من يطلب منك أن تسافر. إن كنت ترغب ولديك شغف حقيقي في إنشاء قناة على اليوتيوب مثلًا، معناه أن مرشدك الداخلي هو من يوجهك لهذا الأمر.

إن كنت محتارًا بشأن اتخاذ قرار صعب، مثلًا: هل أترك دراستي؟ هل أترك وظيفتي؟ هل أقطع علاقاتي… اسأل نفسك بصدق: هل هذا ما أريده حقًا؟ قد تجيب: نعم هذا ما أريده، لكن عائلتي وظروفي لن تسمح بذلك، لكني خائف من كذا وكذا… ويبدأ الإيغو في تقديم لك ألف عذر وعذر.

إذا لم تعد تطيق دراستك، أو وظيفتك، أو علاقتك الزوجية، أو علاقاتك الإجتماعية، أو أي شيء آخر، فهذا يعني أن صوت مرشدك الداخلي يدعوك لترك هذه الأشياء. هذه هي الرسالة ببساطة. هذه رسالة إلهية، صوت روحك هو صوت الله فيك.


الحلول دائمًا موجودة. قبل أن يرسل الله رسالة لك في قلبك، فهو قد وضع خطتها، ودبّر حلولها بإحكام.

إن كنت تعاني من أي مسؤولية ثقيلة وتشعر بأنها صارت عبئًا ثقيلًا عليك، فهذا يعني أنها ليست مسؤوليتك أنت. الحلول دائمًا متاحة، ولكننا عادةً لا ندركها قبل اتخاذ القرار. لأننا عندما نكون في تردد الخوف والحيرة والتردد والشك، نجذب كل الظروف والأسباب والأشخاص التي تعزّز شعورنا بالخوف والحيرة والشك. لكن بمجرد أن نتخذ القرار بكل شجاعة وإيمان وثقة في مرشدنا الداخلي وفي الرسائل الإلهية، ستظهر لنا الحلول من حيث لا نحتسب.
صوت الروح في داخلك هو صوت الله. الله يدبّر كل شيء لمصلحتك، لكن الفكر يحاول دائمًا زرع الشكوك في نفسك؛ ويوهمك أنك لو تعش حقيقتك وتتبع أصالتك، ستتدمر حياتك.

إحذر من هذه الأصوات، سواءً كانت نابعة من فكرك أو من محيطك. في كلتا الحالتين هي أصوات غريبة عنك، حتى وإن كانت تبدو قادمة من فكرك، لأن مصدرها الأصلي هو البرمجة المجتمعية. هي أصوات خارجية حتى وإن بدت داخلية.

صوتك الداخلي الحقيقي موجود في قلبك، في روحك، وهو نفسه صوت الله. ثق في هذا الصوت ولا تتردد في الإستجابة إلى رسالته.

 

باختصار، كيف نفهم رسائل مرشدنا الداخلي أو الذات العليا:

  • عندما تنفر روحك من شيء ما⬅️ معناه إشارة قف، توقّف عن السير في هذا الاتجاه.🫸
  • عندما تتحمّس روحك لشيء ما وتشعر بابتهاج وحماس وشغف في قلبك⬅️ معناه هذا هو الاتجاه الصحيح في هذا الوقت👍🔑، لأنه من الممكن أن يتغير الاتجاه لاحقًا. الاتجاه في معظم الأحيان ليس طريقًا مستقيمًا.
  • عندما تزول الرغبة وينتهي الشغف⬅️، معناه مرشدك الداخلي يطلب منك أن تغيّر الإتجاه↩️، وهو يعلم جيدا السبب: لقد تعلمت ما يجب أن تتعلمه من هذه التجربة وحان الوقت للانتقال إلى تجربة جديدة ودروس جديدة.

لا توجد مصادفات أو عشوائية، فهو يخطط دائمًا بدقّة محكمة، ويدبّر لك أمورك ببراعة وعبقرية.

 لكننا اعتدنا على التفكير الخطي المحدود والمقيّد، لذلك عادةً لا نثق في أصوات قلوبنا، ونبدأ في التصارع مع أرواحنا، وهذا هو السبب الرئيسي للشعور بالإكتئاب؛ عدم الثقة في مرشدنا الداخلي:

عندما نتسامح مع حياة لا تريدها أرواحنا، ونقاوم رغباتنا الحقيقية؛ عندما تجذبنا أرواحنا نحو اتجاه معين، نقاومها ونعاكسها، ونسعى للذهاب في اتجاه آخر يتعارض مع أصالتنا! هذا هو التعجرف، نظن أننا نفهم أفضل من أرواحنا. هذا الشرخ الداخلي هو سبب معاناتنا.

رجاءً تخلّى عن غرورك وتعجرفك، وتعلّم أن تثق في مرشدك الداخلي. صدّقني فهو لن يخذلك أبدًا لأنه نابع من مصدر كل ما هو موجود.

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي:
شارك مع أصدقاءك و ساهم في نشر النور
One Comment

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *